نبض أرقام
14:33
توقيت مكة المكرمة

2024/05/23
12:36

كيف يمكن التعامل مع تأثير تغير المناخ على صحة البشر؟

2024/03/09 أرقام

يخلق تغير المناخ تهديدًا غير مسبوق لصحة الإنسان. ومع استمرار ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض، ستصبح الكوارث الطبيعية والظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواتراً وشدة.

 

كما أدى تغير المناخ إلى ارتفاع حاد في الأمراض غير المعدية المرتبطة بتلوث الهواء، مثل سرطان الرئة والوفيات المرتبطة بالجهاز التنفسي، والتي لم يكن من المفهوم في السابق مدى ارتباطها.

 

علاوة على ذلك، تؤدي مخاطر الصحة المهنية الناجمة عن الحرارة المفرطة والبيئات الملوثة إلى انخفاض القدرة على العمل والإنتاجية.

 

وعلى الرغم من أنه لا يوجد أحد في مأمن من التهديدات الصحية لتغير المناخ، فإنها تؤثر بشكل غير متناسب على الفئات المحرومة والمعرضة للخطر، وهم الملونون ومجتمعات السكان الأصليين والأطفال وكبار السن.

 

 

1- تتعرض المجتمعات الملونة (بما في ذلك مجتمعات السكان الأصليين وكذلك المجموعات العرقية المحددة)، للخطر بسبب مجموعة من العوامل، مثل ارتفاع خطر التعرض، وتردي الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي تؤثر على قدرتهم على التكيف، وارتفاع معدل انتشار الحالات الطبية التي تؤثر على حساسيتهم.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

2- الأطفال معرضون للعديد من المخاطر الصحية بسبب الحساسيات البيولوجية والمزيد من فرص التعرض (بسبب أنشطة مثل اللعب في الهواء الطلق).

 

3- كبار السن معرضون للعديد من تأثيرات تغير المناخ. وقد يكون لديهم حساسية أكبر للحرارة والملوثات، أو ارتفاع معدل انتشار الإعاقة أو الحالات الطبية الموجودة مسبقًا، أو محدودية الموارد المالية التي تجعل من الصعب التكيف مع التأثيرات.

 

4- المجموعات المهنية، مثل العاملين في الهواء الطلق، والمسعفين الطبيين، ورجال الإطفاء، وعمال النقل، وكذلك العاملون في بيئات العمل الداخلية الحارة، معرضين بشكل خاص للحرارة الشديدة.

 

5- يمكن أن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة معرضين للخطر أثناء الأحداث المناخية القاسية، ما لم تضمن المجتمعات أن خطط الاستجابة للطوارئ الخاصة بها تستوعبهم على وجه التحديد.

 

- على الرغم من هذه التحذيرات، لا تزال البشرية غير مستعدة بشكل كاف لمواجهة التحديات التي تواجهنا.

 

- تحول الأزمات الاجتماعية والسياسية الحالية دون تسخير الموارد لمعالجة هذه القضايا طويلة الأجل، على الرغم من أن لها بالفعل عواقب وخيمة على صحة الإنسان والاقتصاد العالمي والكوكب.

 

- من المتوقع أن تصل التكاليف المقدرة لتغير المناخ على قطاع الرعاية الصحية وحده إلى 2-4 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2030، مما يشكل ضغطًا هائلاً على مقدمي الرعاية الصحية ويؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للأفراد بسبب تدهور الظروف الصحية وارتفاع تكاليف المعيشة.

 

- والأهم من ذلك أن هذا التقدير يستثني التكاليف من القطاعات المحددة للصحة مثل الأغذية والزراعة والمياه والصرف الصحي، مما يشير إلى أن التكاليف من المرجح أن تكون أعلى بكثير.

 

- وبدون تغييرات كبيرة في السياسات والاستثمار، فإن التفاعل بين تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي واستهلاك الموارد الطبيعية لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشاكل الأمن الغذائي والمائي، وتهديد سبل العيش في بعض المجتمعات وإعاقة التقدم في جهود التخفيف من آثار المناخ.

 

- ومن الأهمية بمكان اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة للتخفيف من هذه المخاطر الصحية والحفاظ على رفاه الأجيال الحالية والقادمة.

 

- والأهم من ذلك، أن الآثار الصحية لتغير المناخ أبعد ما تكون عن المساواة، حيث تتحمل المجتمعات المحرومة تاريخياً العبء الأكبر من عواقبه.

 

- سلطت الدراسات الضوء على التفاوتات المقلقة، وكشفت أن الأحياء التي تعرضت للتمييز تاريخيًا بسبب العرق تتأثر أكثر بالحرارة الشديدة بسبب النقص المستمر في الاستثمارات ونقص المساحات الخضراء للتخفيف من ارتفاع درجات الحرارة والنقاط الساخنة.

 

- وبالمثل، تواجه الأحياء ذات الدخل المنخفض المزيد من التحديات، حيث غالبًا ما يكون لديها بنية تحتية سكنية ضعيفة، ومخاطر أعلى للتعرض للمخاطر البيئية، وموارد محدودة للاستعداد للظواهر المناخية المتطرفة أو التعافي منها.

 

- وبالتالي، فإن تغير المناخ يعمق أوجه عدم المساواة الصحية القائمة من خلال التأثير بشكل غير متناسب على المجتمعات الأكثر ضعفًا وحرمانًا وتكثيف الفوارق الاجتماعية والاقتصادية.

 

- والشاهد هنا أن للمخاطر التي يشكلها تغير المناخ آثاراً بعيدة المدى على جميع القطاعات والشركات، تتجاوز بكثير سلاسل التوريد العالمية.

 

- يمكن أن يؤثر تغير المناخ على استراتيجية الشركة وتمويلها وعملياتها ورفاهية القوى العاملة.

 

- لذلك يجب على الشركات أن تدرك أن لها دورًا مزدوجًا وهو مسؤولية التخفيف من مساهماتها في تغير المناخ ودفع التغيير العالمي الإيجابي.

 

- لقد أصبح الالتزام باتخاذ إجراءات جوهرية بشأن المناخ ليس التزامًا أخلاقيًا فحسب، بل هو أيضًا ضرورة استراتيجية ملحة لضمان استمرارية الأعمال على المدى الطويل وحماية الكوكب.

 

- يتطلب التصدي لأزمة المناخ والدعوة إلى الإنصاف في مجال الصحة عملاً جماعياً. إذ لا يمكن لأي منظمة أو شركة أو قطاع بمفرده التغلب على هذه التحديات بمعزل عن غيره.

 

- لذا يُعد التعاون والابتكار والتنسيق عبر الصناعات والمناطق أمرًا ضروريًا للغاية لتنفيذ حلول شاملة ومستدامة تفيد الجميع.

 

- من خلال تضافر الجهود، يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دورًا أساسيًا في بناء مستقبل أكثر مرونة وإنصافًا لأجيالنا القادمة.

 

- أيضًا من الأهمية بمكان الاستثمار في البحوث والحلول المبتكرة عالية التأثير التي تصل إلى السكان الأكثر تضررًا من تغير المناخ.

 

- وقد تم تسليط الضوء على العديد منها في الجلسة الأولى من سلسلة المناخ والصحة التي استضافها المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي عقدت في 7 يونيو.

 

- على سبيل المثال، تهدف مبادرة العدالة 40 – وهو برنامج حكومي اتحادي أمريكي – إلى توجيه 40% من الفوائد الإجمالية لبعض الاستثمارات الفيدرالية إلى المجتمعات المهمشة والمحرومة من الخدمات.

 

- تساهم شركات التكنولوجيا مثل جوجل أيضًا من خلال مبادرات مثل حل رؤى المناخ من جوجل كلاود، والذي يمكّن وكالات القطاع العام – بما في ذلك تلك المعرّضة بشكل خاص للظروف البيئية المتغيرة – من زيادة فهم المخاطر المناخية المحتملة، وزيادة المرونة، واتخاذ قرارات مستنيرة لإدارة الأراضي والتخطيط.

 

- وإدراكًا لهذه الحاجة، تطلق مؤسسة الأعمال من أجل المسؤولية الاجتماعية، وهي شبكة من الشركات المستدامة التي تهدف إلى خلق عالم عادل ومستدام، مبادرة مركز الإنصاف الصحي في إطار تغير المناخ، وهو جهد تعاوني متعدد القطاعات يهدف إلى جمع قادة من منظمات متنوعة لوضع وتنفيذ خطة مشتركة تعطي الأولوية للإنصاف الصحي في العمل المناخي.

 

- من خلال الاستفادة من إبداع وخبرات وموارد الكيانات المختلفة، تسعى المبادرة إلى إيجاد إجراءات مناخية أكثر إلحاحًا مع ضمان العدالة المناخية والوصول العادل إلى الموارد الصحية للمجتمعات.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة